مقدمة في القانون الدولي الإنساني من المنظور الإسلامي

تتضمن الشـريعة الإسلامية قواعد تشريعية إنسانية تتعلق بسير الأعمال الحربية وحماية ضحايا النزاعات المسلحة لا ترقى إليها بقية النظم السابقة عليها، ولا النظم اللاحقة لها، فقد عرفت الشـريعة الإسلامية مبدأ التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين، ومبدأ الآلام التي لا مبرر لها، ومبدأ عدم حرية أطراف النزاع في اختيار وسائل القتال، ومبدأ الضرورة العسكرية، ومبدأ المعاملة الإنسانية، وحظر التمثيل بالأعداء، وحظر أسلوب الغدر في العمليات العدائية، وحماية الجرحى والمرضى وحماية أسرى الحرب والمدنيين أثناء النزاعات المسلحة. انطلاقا من هنا، لا يمكن أن تكون أحكام القانون الدولي الإنساني وليدة اتفاقيات لاهاي أو اتفاقيات جنيف، بل أن هذه الأحكام تضمنتها قواعد الشـريعة الإسلامية، حيث غطت جميع جوانب الحرب ووضعت الضوابط التي يلتزم بها المقاتلين وتمنعهم من تجاوزها، وهذا تحت طائلة العقوبة الدنيوية وكذلك العقوبة الأخروية أيضا.