الحوار التلفزيوني فن ومعرفة

البرامج الحوارية لاقت في بداياتها نجاحا كبيرا حيث إن الناس يحبون الثرثرة والإثارة ،كما وأن قالبها الإعلامي جديد، يعبر عن بعض ما يجول في خاطر الناس من أفكار وموضوعات وقضايا، غير أن تكاثرهذه البرامج من دون رقيب أو حسيب أساء لها بقدر ما أغناها.فالموضوعات المطروقة بكثرة، والضيوف المتكررون، وضيق وقت عرض القضية والجدل فيها، ورقابة التلفزيونات والمجتمع على الأفكار والحوار، من أبرز الأمور التي أخرجت نماذج لا ترتقي للمطلوب، أوأنها على أقل تقدير تسببت في فشل برامج ناجحة تستقطب الكثيرمن المشاهدين.من يتابع البرامج الحوارية في القنوات الفضائية يجدها تسعى الى معالجة الموضوعات ذات الأهمية الجماهيرية وسرعان ما تثير انتباهه العناوين الرئيسة لموضوعات الحوار المرتقب،حاملة في طياتها الكثير من التساؤلات والرؤى، ولكن أحيانا وما أن يبدأ الحوار حتى يأخذ هذا الانتباه في التراجع شيئا فشيئا بسبب رتابة الإيقاع أو سطحية الأسئلة المطروحة وتقليديتها او بسبب ضعف اسلوب طرحها على الضيف أو ربما الخوض في تفاصيل ومقدمات مملة سواء في ألأسئلة التي يطرحها المذيع أو في اجوبه الضيوف او من مداخلات المتصلين والمشاركين من الجمهور، مبتعدين عن هدف البرنامج وجوهرموضوع الحوار.وهذا ليس على سبيل التعميم؛إذ توجد برامج حوارية ناجحة وهادفة. ولابد من تلمس الأسباب التي تجعل بعض البرامج الحوارية ضعيفة،غير قادرة على الوصول الى اهدافها.