اسْتَوقفَتْني نَظَراتُهم إليَّ. فتَقرَّبتُ مِنْهم. وكنتُ كُلَّما دَنَوتُ إلَيهم كُلَّما اقترَبُوا من بَعضِهم البَعضَ حتَّى تَلامسَت رؤُوسُهم فلا أسمع من حدِيثِهم إلاَّ همسا. ثُمّ سألَني أحدُهم، هو زَرَادَشْت، "ألستَ من أتْباع السَّيِّد؟" قلتُ "أنا مِن أتْباع السَّيِّد". فقال "جِئْنا نَجتمِع بالسَّيِّد؟" قلتُ "لا أعرف مكانَه"، وكنتُ لا أريد التَّدَخُّلَ في خَلْوَتِكَ يا سيِّدُ. ولَم أزلْ أتَكلَّم حتَّى جاءَتْني مَوجاتٌ من الأسْئِلة تَتابَعَتْ دُفعاتٍ قَد كُدْتُ لا أَسْتَطِيع أن أتَخَلَّصَ مِنْ تَحطُّمِها علَيّ. سأل كْرِيشْنا "أنَسألُك أنتَ عن المجمُوعتِيَّة؟" ثُمَّ طاو "لِمَ النَّشاطُ؟ أليس اللاَّنشاطُ أهمَّ شأناً مِنَ النَّشاط؟"وكُونْفُوشْيُوس "أيَّ شَعائرَ تتَّبعُون أنْتُم المجمُوعتِيُّون؟ وبأيِّ عاداتٍ وأعْرافٍ تتَمسَّكُون؟" ومُوسى، مُوضِحاً رُبَّما سُؤالَ كُونْفُوشْيُوس، "لِمَ المجمُوعةُ؟ هل الشَّرُّ فِي الجَماعَة؟" مَهما يكُن المَغزى الَّذي حمَّل كُونْفُوشْيُوس ومُوسى سؤالَيهما، لاحظتُ من هزَّة الرَّأس أماماً، أنَّ زرادَشت، كْرِيشْنا، واردْهَمانا، نَنَاك، محمَّد، وبهاء، كانُوا يُوافِقُونهُما السُّؤالَ، إلاَّ بُوذا والمسِيح الَّلذَين كانا صامِتَين هادِئَين يُثبِّتان نظرَيهما فِيّ. ثُمَّ قال المسيحُ "لِمَ لا الفَردُ؟" ومعه بُوذا "أما كُلُّ البشَر أُخْوَة؟" (ص 144)

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-34010-6

ISBN-10:

620234010X

EAN:

9786202340106

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

أنور الفرنجي

عدد الصفحات:

220

النشر في:

07.08.2017

الصنف:

Other Religions