إنّ نسيج الثقافات السودانية المتنوعة يؤكد أن قراءة خارطة الثقافة السودانية في إطار قومي جامع، يحتاج تجرداً وجهداً كبيرين . بل يحتاج أكثر ما يحتاج إلى جهود تأتي من أكثر من قناة، في وضع لابد أن تتوفر فيه شروط مختلفة تماماً عن تلك التي نعيشها اليوم. ولعلّ أهم تلك الشروط توفر مناخ الحرية والبحث العلمي. فالحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن بال أيِّ باحث في الهمِّ الثقافي السوداني ، أنّ هذا البلد شبه القارة، أمة متعددة الأعراق. تقول الإحصائيات أن بالسودان ما لا يقل عن ستمائة مجموعة عرقية متباينة تبايناً حاداً في الثقافات والنظم الإجتماعية والعادات والتقاليد. وفوق ذلك فإن تلكم الإثنيات تتكلم فوق الثلاثمائة لغة ولهجة. إن أي حديث عن قومية الثقافة السودانية إذا لم يعترف بهذا الواقع ويضع هذه الشروط نصب العين فإنه إنما يضيع الجهد ، ويحرث في البحر. ولعلّ فشل حكومات المركز المتعاقبة في إدارة شئون البلاد، حدث نتيجة أنّ برامجها الخاصة بالتنمية تبدأ دائماً من تجاهل هذا التباين والتعدّد تجاهلاً يكاد أن يكون تاماً. إن موضوع قومية الثقافة السودانية بعد رحيل المستعمرلم يعد مجرد مسألة تتم تسويتها عبر البرنامج الانتخابي ، والبحث الأكاديمي.لقد أضحت هماً سياسياً بارزاً

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-34044-1

ISBN-10:

6202340444

EAN:

9786202340441

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

فضيلي جمّاع

عدد الصفحات:

124

النشر في:

07.08.2017

الصنف:

Cultural history