المعالجة القرآنية للمفاهيم الكونية

يمثل هذا الكتاب نموذجا معرفيا لمعالجة المفاهيم والمصطلحات الكونية في القرآن الكريم، حيث يعرض تحليلا جديدا لمثل هذا النوع من الإشارات القرآنية، يجمع بين مقاربتين إبستيميتين: التحليل اللساني، والباراديم العلمي الإمبريقي، من أجل فهم التوجيه القرآني لظواهر الكون والخلق وما يرتبط بها من أحداث. والكتاب يقدم تطبيقا على نموذج خلق السماوات كما عرضته الآيات الحكيمات، ومحاولة ربطها بالظواهر العلمية المستقرة حتى زمننا، من خلال الطرح اللساني المختص، والتدقيق العلمي المعرفي الرصين، الذي يبعد عن الحدس والشطح، من أجل جسر فجوات الفهم بين تراث ضخم من التفسير، وتصحيح ما نراه غير متفق مع النظر المعرفي التجريبي، نظرا لاختلاف طبيعة العصور، ولأن القرآن ليس مقتصرا على تفسير زمان بعينه دون آخر؛ فهو خطاب كوني إعجازه في ديمومته. وهذا الطرح وتلك المقاربة التفسيرية هي لبنة أولى ضمن مشروع كبير عن معجم الألفاظ الكونية في القرآن الكريم، الذي يجمع بين التفسير الصحيح والنظرية العلمية المعاصرة بكل تجلياتها المعرفية الممكنة. ومنهج المعجم المقترح يضمه هذا الكتاب بمعالجته لنموذج من نماذج الخلق في هذا الكون: خلق السماوات وما يرتبط به من ظواهر كثيرة.