أسطورة الكليني وكتابه الكافي

فهذا الكتاب جزء من رسالة علمية حازت على تقدير ممتاز من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهو الجزء الأول من سلسلة كتب: (الكليني وكتابه الكافي – عرض ونقد)، حيث سيتبعه ثلاثة أجزاء. سيتضح للقارئ الكريم من خلال قراءة هذا الجزء عدة نتائج من أهمها ما يلي: (1) أن شخصية الكليني (ت 329هـ) ليست بتلك الشخصية التي تستحق تلك الهالة من التعظيم والتبجيل التي أضفاها عليه أتباعه ومريدوه، وربما صدَّقها غيرهم من نقاده ومخالفوه، بل هو لا يعدو كونه عامل بمهنة وراق وناسخ للكتب في زمنه، استطاع أن يجمع في كتابه بعضا مما وقع في يده من الكتب والمرويات للسنة والشيعة، ثم صاغها مع تلفيق وتحوير لأسانيدها ومتونها بالشكل الذي ظهرت به في كتابه الكافي. (2) أن العبارات التي ورد فيها ذكر للكليني في كتب بعض علماء التاريخ والتراجم من أهل السنة، والتي يدندن حولها المتأخرون من الإمامية، ويستغلونها لتزكية الكليني؛ لا تدل على ما صوروه لكل قارئ في تعظيم شخصية الكليني، والاستدلال بها على وثاقته. (3) أن كتاب الكافي المنسوب للكليني لا تصح نسبته كله إليه، بل الكتاب الأصلي قد زيد فيه ما ليس منه، أو حذف منه بعض ما كتب فيه، وأنه لا توجد نسخة مخطوطة مكتوبة بيد المؤلف نفسه، وأول نسخة مخطوطة كاملة كتبت بيد النساخ؛ تم العثور عليها في القرن العاشر تقريبا، أي بعد قرابة (670) سنة من من وفاة الكليني. المؤلف