الآثار الاجتماعية لصراع الفرق المذهبية في اليمن

إن مشروع الكتاب بعنوانه الحالي يحمل أهمية بالغة من جانبين: الناحية المكانية: حيث تأججت الصراعات بين الفرق المذهبية بفعل جغرافية اليمن المعقدة في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، ذات الحصون والقلاع المنيعة ما جعلها مرتعاً خصباً لكثير من الفرق المذهبية، والناحية الزمانية: فقد دخلت الفرق السنية والشيعة لهذا البلد في وقت متقارب مما كان له أثرٌ بالغٌ في تعكير السلم الاجتماعي فيه، ليس لسبب عقائد هذه الفرق غالباً، وإنما لوجود منتسبين لها متعصبين استطاعوا بفعل فهم خاطئ لأفكار فرقهم وتعبئة خاطئة لأتباعهم إشعال الصراع المذهبي بالمناظرات ومحاولة أثبات صحة الرأي رغم ضعف الحجة غالباً، ثم التحول من السلم إلى الحرب، عبر وسائل مترجة منها: الترغيب- الترهيب، نهب الممتلكات-خطف النساء-الاغتصاب-الاغتيال، لتشتعل الحروب في مساحات واسعة من اليمن، بقيام الحروب المتعددة بين جماعات مختلفة تعددت الآثار الاجتماعية الناجمة عن الصراع المذهبي في هذا البلد السعيد قديما والحزين في أغلب تاريخه الإسلامي، لفهم أبناءه الخاطئ لسماحة الدين الإسلامي في الاختلاف في الرأي ومرونة الفقه الإسلامي في الفروع، مما ترتب عليه إصدار أحكام مخالفة للشرع الحنيف ومنها:التكفير، واستباحة الدماء المحرمة، وإصدار قرار الحرب ليثقل المجتمع بالجراح الأسرية .والإجتماعية والثقافية والاقتصادية والتعليمية وقبلها الدينية