تنوع الأساليب التوجيهية في الخطاب النبوي

يقدم هذا الكتاب دراسة في الخطاب النبوي مركّزا على الأساليب الكلامية التي يقصد منها أداء وظيفة التوجيه وهي وظيفة يراد بها توجيه الناس للقيام بعمل مّا. ويعد الخطاب النبوي مصدرا ثريا وحافلا بما يفيد المسلم من علوم ومعارف وتوجيهات، ويمثل جزءا من الحديث النبوي الذي هو مصدر ثان للتشريع بعد القرآن. وقد روي الخطاب النبوي بدقة فائقة لفظا ومعنىً ويعدّ سجلاّ هائلا وديوانا جامعا للحياة الاجتماعية في العصر النبوي. ويمكن اكتشاف عناصر هذه الحياة الاجتماعية من خلال الأساليب الكلامية والأشكال اللغوية المستخدمة في الخطاب النبوي. والرسول صلى الله عليه وسلم في تأدية دوره الرسالي والتبليغي، كان بدون شك يستخدم ما توفر له في مخزون اللغة العربية من أساليب الكلام وطرق التعبير ووسائل الأداء اللغوي. فعلى هذا الأساس، تحاول هذه الدراسة رصد التنوع في الأشكال اللغوية والأساليب الكلامية الواردة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ومدى ارتباطها بالسياق الاجتماعي والثقافي السائد أثناء وقوع الأحداث الكلامية. وفي عملية التحليل، تم اختيار عدة أحداث كلامية من صحيح مسلم ثم تحليل ما فيها من تنوعات في الأساليب التوجيهية وعلاقتها بعناصر المقام المحيطة بكل حدث ثم الموازنة بينها كي تتجلى العوامل التي تؤثر في تنوع تلك الأساليب.