سلوك المماطلة كيف يمكن التنبؤ بحدوثه لدى الشباب؟

تشكّلُ "المماطلة" Procrastination سلوكاً لا عقلانياً يمكن أن تتسم به مجتمعات بعينها تمارس هدر الوقت، وانتظار معجزات لا تأتي، إذ يجنح ملايين الناس فيها إلى التأخير والتبرير وعدم الإقدام وتجنب المواجهة مع التحديات والمهمات المستجدة التي فرضها التطور الاجتماعي والتكنولوجي للبشرية. والمماطلة في أحد مضامينها تعدُّ سلوكاً هادماً للصحة النفسية بفرعيها الفرداني والمجتمعي. فالذين تستحكم هذه السمة في شخصياتهم، يعانون إحباطاً متزايداً بسبب الخوف من ضياع حياتهم في وقت يتجنبون فيه القيام بأي فعل يساعدهم على استثمار الوقت بشكل بنّاء.الدراسة الحالية التي تقع في حقلي علم النفس الاجتماعي والصحة النفسية، تنظر إلى سلوك المماطلة بوصفه نتاجاً لـ "توقعات سلبية نحو الذات" (انخفاض فاعلية الذات)، و"توقعات سلبية نحو الأحداث البيئية" (ارتفاع قلق المستقبل). وقد تم تطوير واختبار أنموذج تنبؤي (موديل) يفترض أن سلوك المماطلة يمكن التنبؤ به بواسطة هذين المتغيرين النفسيين منفردينِ ومتفاعلينِ، مضافاً إليهما متغيران ديموغرافيان آخران هما "النوع الاجتماعي"، و"الاختصاص الدراسي". أما المادة البشرية للدراسة فهم عينة من الشباب العراقيين تم اختيارهم من بين طلبة الجامعة.