خرافة ذئاب داعش المنفردة

ان التشخيص الدقيق لظاهرة معينة يجعل من توقع الحل أمرا أسهل بكثير، لقد فشلنا بحق بتشخيص هذه الظاهرة واندفعنا وراء دراسات لا تستند إلى التحقيقات على الأرض وشكّلنا هالة اعلامية أعجبنا أن تكون سبق صحفي أو سبق تلفزيوني ووظفنا أشخاص وصفناهم بالمتخصصين بمجال الإرهاب ليتحدثوا لنا عن الإرهاب الجديد "إرهاب الذئاب المنفردة" فكنا مجرد وسائل لتغطية الضعف والفشل الأمني الذي كانت تعاني منه الأجهزة الأمنية في كل مكان. لقد تمكن "أبو محمد العدناني" الناطق الرسمي لتنظيم الدولة من خداعنا جميعا حين دعا أنصار التنظيم للقيام بعمليات الجهاد الفوضوي وجهاد الذئاب المنفردة في الوقت الذي كان يرسل رجاله الذين كانوا يؤسسوا لشبكات وتجمعات سرية يلزمنا أشهر لتفكيكها. كان بارعا جدا في أن يصنع غيمة من الضباب تحجب عنا الرؤية عن خططه التي كان يرسمها بالخفاء ويعد لها غرفا سرية في مدينتي "الرقة" السورية ويُوظف أشخاص مهرة بالتواصل مع الناس وبعلم النفس ليُنشأ جيشا قادرا على مهاجمة أي مكان في العالم والتي لم تكن تكلفته في بعض الأوقات إلا الإنترنت وقدرة هائلة على التجنيد. یستند الکتاب إلى خبرة ذاتية من معايشتي لعناصر التنظيم منذ بدء تشكلهم في مدينتي الرقة إلى أوائل 2014 مع احتلالهم لكامل الرقة ويستند أيضا إلى كتب وتحقيقات ومقالات كتبها منظروا القاعدة وداعش ولن يستطيع هؤلاء الجبناء مرة أخرى أن يخدعونا لأننا فهمنا اللعبة جيدا