إن السمة العامة للعالم المعاصر اليوم هي التكتلات والتحالفات السياسية والاقتصادية، بل والأمنية، وإبرام المعاهدات والاتفاقات، طلبا لتوفير نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي، ويتم ذلك في الغالب ـ على الأقل كما يبدو للناظر ـ بأسلوب الحوار والمحادثات وعقد المؤتمرات، وإقامة المحافل والمنظمات الدولية والإقليمية لرعاية هذه المقاصد والأهداف، ووضع البرامج والخطط التي تضمن لها الاستمرارية. والعالم الإسلامي ـ وفي ظل ظاهرة العولمة ـ أحوج ما يكون للحوار أسلوبا للتواصل مع بقية دول العالم وتكتلاته، تحقيقا لمصالح التعايش وتبادل المنافع والاحترام المتبادل، مع المحافظة على خصوصيته العقدية والثقافية، بل هذه الخصوصية لا يحميها إلا الحوار البناء القوي، فإن الخصوصية إن لم تقم على أسس متينة فإنها معرضة لسيل الثقافة الغربية العرم أن يجتاحها ويفكك عراها ويجعلها أثرا بعد عين. وهذا يدفعنا لأن نجتهد لإحياء ثقافة الحوار فيما بيننا، أي في داخل العالم الإسلامي، وفي داخل البلد الإسلامي الواحد، في مؤسساتنا السياسية والاجتماعية والتعليمية والتربوية، ليكن الحوار ثقافة عامة؛ روحا تسري في كيان هذه المؤسسات. وليكن أساس العلاقة فيما بيننا الحوار؛ في البيت والأسرة، في المدرسة والجامعة، في المسجد والنادي، في السوق والحي، في وسائل إعلامنا، في العلاقة بين الحاكم المحكوم، في كل المؤسسات الرسمية والشعبية، وفي غير ذلك...

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-34475-3

ISBN-10:

620234475X

EAN:

9786202344753

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

عثمان حسن

عدد الصفحات:

192

النشر في:

20.02.2018

الصنف:

Other