الهجرات الأوربية الى الجزائر (تطورها وتأثيراتها)

شهدت الجزائر بعد فرض الحماية الفرنسية عليها سيلا جارفا من هجرات الأوربيين، وكان مصدرها مناطق الضفة الشمالية للبحر المتوسط، كاسبانيا المجاورة بالخصوص ثم إيطاليا ومالطة، بالإضافة الى ألمانيا وسويسرا بالشمال، وكان الدّافع اليها هو عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي بها. أما الفرنسيون فقد أحلّوا بالجزائر في إطار استعماري صرف، لأنه جاء بإيعاز من الإدارة المركزية بباريس، سواء تعلّق الأمر بعشرات الآلاف من الجنود، أو بالمدنيين الذين استقدموا لتعمير الجزائر لتسهيل مهمة الجيش في احكام السيطرة على المستعمرة. بالإضافة الى الأرقام والمعطيات الإحصائية والبيانية الهامة التي تتضمنها هذه الدراسة، فإنها تكشف عن طبيعة العلاقة التي نسجتها الإدارة الاستعمارية مع هؤلاء المهاجرين من غير الفرنسيين، وكذا الصّلة التي كانت بين مختلف تلك المجموعات المهاجرة، علاوة على مدى تأثر المجتمع المحلّي (مسلمون ويهود) بالتركيبة البشرية الجديدة في البلاد، كما يتناول الكتاب حجم التأثيرات الثقافية الأوربية على "الأهالي" من خلال الوثائق الرّسمية.