المؤامرة على الدّولة العثمانيّة

نجحت سياسة الدول الأوروبية والقوى الصهيونية في القضاء على الدولة العثمانية، من خلال تسخير جمعية "الاتحاد والترقي"، واختراق الجمعيات السرية العربية، وجعلها تعمل في خدمتها وضمن أجندتها؛ إذ كانت النتيجة أنْ خسر الاتحاديون العربَ وفرّطوا بأملاك الدولة العثمانية، ولم يبق لهم إلا هضبة الأناضول التي أقاموا عليها الجمهورية التركية. كذلك خسر العربُ دولتهم التي تولت الدفاع عنهم تحت راية الإسلام مدة أربعة قرون، ظنًّا منهم أن الدول الأوروبية سوف تقدم لهم كل مساعدة في تأسيس دولة عربية مستقلة بديلة عن الدولة العثمانية، لكن خاب أملهم مع ظهور الأطماع الأوروبية والصهيونية في بلادهم؛ حيث ظهر وعد بلفور عام (1917) يمنح اليهود الحق في جعل فلسطين وطنًا قوميًّا لهم، كذلك أخذت فرنسا وبريطانيا في تنفيذ اتفاقية (سايكس- بيكو)، التي قسمت البلاد العربية بين النفوذ الفرنسي والبريطاني. ويتناول هذا الكتاب نشأة وأهداف جمعية "الاتحاد والترقي" والجمعيات السرية العربية والعلاقة بينهم، بين عامي (1908-1916)، مع بحث دور الدول الأوروبية والصهيونية في توظيف هذه العلاقة في تفكيك الدولة العثمانية، وإلقاء العداوة بين العرب والعثمانيين، الذين ربطتهم أواصر الدين والحضارة والثقافة زمنًا طويلًا.