تصوير الشعر الأمهري لموجات الجفاف والمجاعة في إثيوبيا

حظى موضوع الجفاف والمجاعة وتداعياتهما على الحياة في إثيوبيا باهتمام شعراء الأمهرية فتناولوه وعبروا عنه في أعمالهم الشعرية. واستطاع الشعر الأمهري أن يرصد ويصور موجات الجفاف وما أعقبها من ضربات للقحط ونقص الغذاء في العديد من المناطق المنكوبة في إثيوبيا؛ فكشف الكثير مما خفي على المراقبين من الخارج. واستطاع أن يلقي الضوء على أحوال الفلاحين والرعاة والبسطاء من سكان الريف ممن تضرروا من هذه المحن والنكبات وظروفهم المعيشية والاجتماعية خلال فترات الجفاف والمجاعة. ويهدف الكتاب لعرض جانب من المشاعر والأحاسيس والأصوات المكبوتة لهؤلاء المنكوبين؛ فيبين كيف استقبلوا هذه المحن وكيف تعاملوا معها وكيف عبروا عن مخاوفهم وآلامهم وأحلامهم ونظرتهم ورؤيتهم لها. وذلك عبر استعراض نماذج من الشعر الأمهري الذي تناول تلك الظواهر، سواء عبر الشعر الشعبي الذي أنتجه ونظمه سكان تلك المناطق المنكوبة بالجفاف والمجاعة والذي خرج من رحم المعاناة فحفظته ذاكرتهم وتناقلوه جيل بعد جيل، أو عبر نماذج من الشعر الأمهري المدون الذي نظمه غيرهم من شعراء الأمهرية. ويبدأ الكتاب بمقدمة تضم موضوع الدراسة ومادة الدراسة وتقسيمها، يليها تمهيد حول تاريخ ظاهرة الجفاف وما يتبعها من مجاعة وقحط في إثيوبيا وأهم آثارهما وتداعياتهما، وينتقل لتناول وتحليل نماذج من الأعمال الشعرية التي عالجت موضوع الدراسة، وتنتهي الدراسة بخاتمة تقدم نتائج الدراسة.