يجب الانتباه إلى أن بعض مظاهر الأزمة التربوية تتعدى ما هو مادي وكمي، كضعف التعلمات وارتفاع نسبة الهدر المدرسي، أو اللاتطابق بين مخرجات التعليم وسوق الشغل أو ارتفاع أعداد الأميين أو غيرها من المظاهر التي سنأتي على بعضها في سياق هذه الدراسة، إلى ما هو أكبر وأعم، وهو تراجع الأدوار الريادية لمؤسسات التربية والتعليم، والبحث العلمي والجامعات، عن أداء مهماتها في نقل مجتمعات المنطقة من حالة التردي والتبعية والذيلية إلى حالة العافية والندية والاستقلال والاعتماد على الذات، ومن ثم إلى خلق مجتمع المعرفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. إن هذه المفارقة أو لنقل المفارقات التي تسم الوضعين التعليمي والعلمي بربوع المنطقة الشرق أوسطية وشمال إفريقيا، تجعلنا نتساءل: لماذا تستمر منظوماتنا التعليمية في إنتاج وإعادة إنتاج الأزمة بكل تجلياتها ومظاهرها؟ هل هي أزمة منظومات تعليمية، أم هي أزمة مجتمعات في أبعادها التنموية الكلية والشمولية؟ كيف يمكن أن نفهم سر هذه المفارقة التي تسم الوضع التعليمي ، حيث ترتفع فيه حجم الميزانيات وفي نفس الوقت تتراجع فيه النواتج المنتظرة؟ و هل الأزمة تتلخص في تبني مقاربة اختزالية أثناء التشخيص ومن ثم أثناء التنزيل؟ ولهذا يمكن أن نتساءل لماذا تتكرر مشاريع الإصلاح وإصلاح الإصلاح بدون فائدة تذكر؟ وهل منظوماتنا التعليمية تحتاج فقط إلى إصلاح أم أنها تحتاج إلى تغيير في رؤيتها ومبادئها؟.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-34694-8

ISBN-10:

6202346949

EAN:

9786202346948

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

رشيد جرموني

عدد الصفحات:

176

النشر في:

06.12.2017

الصنف:

Social pedagogy, social work