قضايا السلام والتعايش السلمي والثقافي في تاريخ الإسلام

يُعتبر السلام مفهوما كونيا تطمح إليه جميع المجتمعات في زمننا الراهن، بحكم أنه يمثل، فعليا ورمزيا، الأمل والخلاص والأمنية الغالية، التي تتطلع إليها البشرية جمعاء. ولم يقتصر الإرهاب والتطرف بقتل وتشريد الأبرياء العُزّل، في المناطق التي تنحدر منها هذه "المنظمات الإرهابية المجرمة-الكافرة"، التي غطت كل العالم العربي-الإسلامي؛ بل تعدى ذلك ليشمل دول المهجر، التي يعيش فيها ملايين المسلمين، والتي لم تسلم، هي أيضا، من العنف المرتكَب باسم الإسلام والمسلمين. وهكذا إذن، استيقظ العالم، مرارا وتكرارا، على صور بشعة لمجازر بشرية غير مسبوقة في تاريخ المجتمعات الغربية المعاصرة، وأعلنت "الدولة الاسلامية"/"داعش"، أو ربيباتها، مسؤوليتها عن هذه المجازر التي ليس لها ما يبررها بتاتا. إن الإسلام بريء كل البراءة من كل ما ألصق به من اتهامات باطلة تحيل على العنف؛لأنه دين السلام بامتياز، دين يشجع التلاقح الثقافي والتواصل الحضاري ونشر قيم التعايش السلمي؛ ذلك ما نحاول أن نحلله ونفسره من خلال هذا الكتاب، معتمدين على مصادر تاريخية مكتوبة ومنطوقة.