الرحمة بغير المسلمين وأثرها على علاقتهم بالإسلام والمسلمين

أصبح الاهتمام في هذا الوقت بقضية المخالف في الدين آكد من أي وقت مضى في واقع عالمي تراكمت فيه الأحداث الكبرى الخطيرة، وتصاعدت فيه الحملات والهجمات والإساءات على الإسلام والمسلمين، والتي نعثت الإسلام والمسلمين بالتشدد وبالعنف. وقد توالت ردود الأفعال تجاه هذه الهجمات من شباب مسلم لم يعرف دينه حق المعرفة، فقابل المخالف في الدين بمزيد من العنف والكراهية. لذا فإننا معاشر المسلمين وحتى لا يقع ظلم أو افتراء على غير المسلم أو منه، في حاجة إلى إبراز المعالم المؤسسة لعلاقتنا مع غير المسلمين، وأبرز تلكم المعالم خلق الرحمة. وقد عني العلماء والباحثون المسلمون قديما وحديثا بقضايا أهل الكتاب المقيمين بالدولة الإسلامية والمصطلح على تسميتهم في الفقه الإسلامي بأهل الذمة، ويسعى هذا البحث إلى أمرين: أولهما: إظهار مدى تأسس تعامل المسلمين مع غير المسلمين على الرحمة، ومدى تمثل العلماء لقيمة الرحمة في فتاويهم، وذلك في ضوء النوازل الفقهية، مؤصلين لذلك بالمنهج النبوي في التعامل مع أهل الكتاب. ثانيهما: بيان أثر الرحمة بغير المسلمين على مواقفهم تجاه الإسلام والمسلمين في ضوء النوازل الفقهية.