الإقراء والإقرار النبوي كل منهما يعد دليلا ساطعا قاطعا على توقيفية القراءات القرآنية، وما من مجال للقول بخلاف ذلك، فأما دلالة الإقراء على التوقيفية فبينة، تتمثل في الشواهد النصية والروايات التي نقلت الوظيفة التعليمية التلقينية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتؤكدها الدلالة اللغوية للفظ الإقراء الذي يفيد القراءة والحمل عليها في آن، وأما دلالة الإقرار، فتتجلى في كونه صلى الله عليه وسلم وبعد أدائه فعل الإقراء، صوب قراءة بعض من مَثُل بين يديه عند التخاصم بخصوص اختلاف الأوجه، مستعملا في ذلك صيغا لفظية متعددة – وأهمها على الإطلاق – قوله: " كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ " و" هكذا أنزلت " ، وبها قطع الاحتمال بجواز الاجتهاد في أحرف القرآن الكريم، في حين أعرض صلى الله عليه وسلم عن بعض ؛ بأن أمر بتعليمهم القراءة الصحيحة مستعملا مصطلح الإرشاد ، وهو مقابل الضـلال ، وفي ذلك دلالة على أن القراءة بخلاف الْمُنَزَّلِ ضلالة يجب الحياد عنها ، ومن ثم فما من مجال أبدا لتفسير الإقرار النبوي بأنه إذن مطلق بقراءة القرآن الكريم بأية كيفية شاءها صاحبها، أو استسهلها لسانه ، وما من مجال للتقول على الصحابة الكرام ، واتهامهم بالتصرف في أوجه القراءات.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-34833-1

ISBN-10:

620234833X

EAN:

9786202348331

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

غَــنِــيَّـة بُــوحُــوش

عدد الصفحات:

52

النشر في:

01.02.2018

الصنف:

Religion / Theology