الايقاع الروائي

ما تزال دراسة الإيقاع في الرواية العربية موضوعا جديدا لم يلتفت إليه الدارسون بالرغم من أهميته في الكشف عن أبعاد الرواية وبنيتها الفنية. وتحاول هذه الدراسة أن تحلل وتركز على الإيقاع الروائي من خلال حركة الأحداث وتطور الشخصيات وتغيرها وتعاقب الأزمنة وتغير الأمكنة وتوظيفها في الرواية العربية والغربية. ولقلة الدراسات في موضوع الإيقاع الروائي في الأدب الأوربي أيضاً، ارتأينا أن نعتمد بشكل أساسي على دراسات الإيقاع في الفنون الأخرى: الرسم، المسرح، الشعر .. العمارة .. الخ، كمدخل لدراسة الإيقاع في الرواية، لأن فكرة الإيقاع ما تزال مرتبطة بشكل عام بفن الشعر وبفن العمارة في دراسات النقد المعاصرة. ويشكل الإيقاع الروائي في هذه الدراسة عنصراً هاماً ورئيساً في الكشف عن الرؤية في تناول النص عن أهمية الإيقاع بالنسبة إلى بنية الرواية وشكلها الفني. وإن المقارنة التي تقدم في هذه الدراسة ما بين حركة الزمان والمكان والأحداث من جهة، والتغير الذي يطرأ على الشخصيات سواء في عالمهم النفسي/ الداخلي أو عالمهم المرئي/ الخارجي من جهة ثانية، ستكون مصدر إغناء وتعميق لفهم الرواية على المستويين: الفني والمضموني.