ثقافات مفقودة في عالمنا العربي المعاصر

في عالمنا العربي المعاصر نعيش في دوامة من الثقافات الغائبة سواء داخل العائلة أو خارجها، وفي عملنا، وبيننا وبين أنفسنا، وبيننا وبين والدينا، وبيننا وبين شريك أو شريكة الحياة، وبيننا وبين أبنائنا، وبيننا وبين أصدقائنا، وبيننا وبين زملائنا، وبيننا وبين الغرباء عنا. حاولتُ ـ قدر المستطاع ـ أن أجمع أهم تلك الثقافات المفقودة والتي يجب أن نستعيدها، فوجدت أن أولها وأهمها في الأساس هي ثقافة الاختلاف، وهي تعني الاختلاف البشري المعهود داخل العالم العربي المعاصر بين الأغلبية المسلمة في ذاتها، كما تعني اختلاف التنوع الثقافي النابع من التنوع الإنساني داخل ذات المجتمعات العربية بين الأغلبية العربية المسلمة والأقلية المسلمة غير العربية، والأقليات العربية غير المسلمة، وكان لزامًا التعرض لآداب الاختلاف وفقهه وقواعده، والفرق بينه وبين الخلاف. ويدور الكتاب في باقي موضوعاته نحو تعقب بعض الثقافات المفقودة في عالمنا العربي المعاصر، ذلك العنوان الذي يحمل في طياته البعدين: المكاني، والزماني، من حيث أن هذا التعقب لا يسير مع التاريخ بشكل استرجاعي من حيث العصور السابقة وإنما يصف تلك الحالة التي تعيشها الأمة العربية في لحظتها الراهنة، وذلك بهدف البحث عن أسباب غياب تلك الثقافات في بعض الأحيان في بعض الأماكن.