نهاية الهداية إلى تحرير الكفاية لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، والمرسلين صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين ، وبعد لقد ترك لنا السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ ميراثاً عظيماً فعلينا أن نعمل جاهدين على إخراج هذا الميراث إلى الحياة من جديد ليتبين لنا عظمة الحضارة الإسلامية، ولذلك استخرت الله ـ عز وجل ـ وقمت بتحقيق كتاب مهم من كتب التراث الإسلامي، وهو كتاب " نهاية الهداية إلى تحرير الكفاية " لشيخ الإسلام "زكريا الأنصاري"، وهو شرح كتاب " كفاية الحفاظ " للشيخ "أحمد بن الهائم"، وشرفت أن كان هذا العمل رسالتي للماجستير ولله الحمد والفضل. وذلك نظراً لأن هذا المخطوط لم يحظ بطباعة، أو تحقيق من الباحثين ـ على قدر علمي ـ فقمت بهذه المهمة سائلاً الله العون والسداد إنه وليّ ذلك والقادر عليه . وعلم الميراث من أرفع العلوم قدرًا، وأجلها أثرًا ومما زاده شرفًا وفضلاً، وفخرًا أن الله تبارك وتعالى تولى قسمة الميراث بنفسه ولم يكل أمره إلى غيره، فوضع له نظامًا متكاملاً، وتشريعًا مفصلاً، ووعد بالجنة لمن أخذ به، ووقف عند حدوده، وتوعد بالنار لمن حاد عنه، وعصى الله .وسميَّ هذا العلم بالفرائض لأن الله تعالى تولى فيه بيان السهام وقدرها تقديرًا لا تحتمل الزيادة، و النقصان دون سائر العبادات الأخرى وأصل هذه التسمية مأخوذة من قول الله تعالى نَصِيبًا مَفْرُوضًا أي: مقدرًا معلومًا، أو مقطوعًا عن غيره