إن البنية السياسية والإدارية للدولة، هي جذر مشكلة العرب الشيعة في المنطقة. وعليه فإن إصلاح الدولة وتطوير بنيتها الذاتية، بحيث تكون دولة لكل المواطنين بصرف النظر عن أديانهم ومذاهبهم وعرقياتهم وقومياتهم، هي الخطوة الأولى لمشروع معالجة ظاهرة الأقليات الدينية والمذهبية والقومية في المنطقة العربية. ويتحمل العرب الشيعة مسؤولية أساسية في هذا السياق. إذ أن المطلوب منهم عدم الانعزال عن مجتمعاتهم أو التفكير بأنفسهم بوصفهم طائفة مذهبية مستقلة عن مجتمعهم الوطني. فالانعزال يعقد مشاكلهم، ويراكم من سوء الظن تجاههم، بينما الانفتاح والتواصل يبدد المخاوف والهواجس المتبادلة، ويؤسس لمناخ اجتماعي قادر على التعامل مع حقائق التنوع والتعدد بطريقة تتجاوز مناخ الخصومة والعداوة وسوء الظن. كما أن الأكثرية العربية أيضا تتحمل مسؤولية مباشرة في هذا الإطار، إذ هي وحدها القادرة على تجسير العلاقة الإيجابية مع تعبيرات مجتمعها ووطنها المذهبية. ووجود صور شائنة أو غير مشجعة للعلاقة الإيجابية بين مكونات الوطن الواحد، ينبغي أن لا يدفع جميع الأطراف صوب تأبيد هذه العلاقة، وإنما المطلوب من الجميع تجاوز كل الإحن والأحقاد والصور السلبية، وبناء علاقة إيجابية على قاعدة المواطنة المتساوية والمشتركات الوطنية.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-35076-1

ISBN-10:

6202350768

EAN:

9786202350761

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

محمد محفوظ

عدد الصفحات:

144

النشر في:

02.05.2018

الصنف:

Social structural research