دراسة النظام الأسلوبي في النص القرآني: أحمد بن الزبير الغرناطي نموذجا

موضوع هذا البحث هو تتبع عمل أحمد بن الزبير الغرناطي أثناء تأويله للمتشابه اللفظي في القرآن الكريم، وذلك انطلاقا من كتابيه: "ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل"، و"البرهان في ترتيب سور القرآن". أما الغرض من ذلك فهو الكشف عن الأبعاد الأسلوبية المتحكمة في اشتغاله على النص القرآني، وعيا منا أن الغرناطي لا يعتبر أسلوبيا بالمعنى الدقيق للكلمة، لأنه عاش ظروفا غير الظروف التي انبثقت منها الأسلوبية الحديثة، لكن هذا لا ينفي وجود معالم نصية في قراءته لتناسق السور وللمتشابه اللفظي، يمكن الإفادة منها في بناء صرح نظرية أسلوبية عربية، تستمد شرعيتها من الأصول العربية، وفي الآن ذاته لا تكن أي عداء للنظريات الغربية الحديثة. وهكذا عملنا على استخراج بعض أدوات الغرناطي في توجيه الآيات المتشابهة في النص القرآني، قصد تتبع خصائص توجيه الآيات المتشابهات ووقوعها على أجل مناسبة، ثم ربط نتائج ذلك بمدى انفتاح تأويل الغرناطي على النظام الأسلوبي للنص الذي يتجاوز معيارية نظام اللغة المبنية على الوصف.