الأبعاد المجتمعية للأمية في المجتمع العراقي

لقد أصبح تعليم الكبار ومحو الأمية كبرنامج غير نظامي يحتل مكانة بارزة في العالم، واستحوذ على اهتمام الباحثين والمربين والكتّاب، بل وأصبح يأخذ حيزاً كبيراً في خطط الدول المتقدمة، وتخصص له الميزانيات وتُعدُّ له الخطط التي تكفل نجاحه وتحقيقه للأهداف المرجوة والتي تعود بالخير العميم على المجتمع، وخاصةً للبلاد النامية. وتزداد أهمية تعليم الكبار ومحو الأمية في الوقت الحاضر من خلال تنمية الفرد لذاته وشخصيته وبالتالي فالتعليم هو الوسيلة للقضاء على مشكلة الفقر وما ينطوي عليه من مظاهر التخلف.إن أعداد الأميين في العراق وبضمنهم محافظة واسط قد تفاقم بعد عام1990، بسبب الظروف الاستثنائية التي مر بها العراق، متمثلة بحصار اقتصادي وحروب واحتلال، وتداعياتها التي انعكست آثارها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وما رافقه من زيادة في أعداد الأميين نتيجة تلك الآثار. وهذا ما دعانا لإجراء الدراسة الحالية للوقوف على الأبعاد المجتمعية التي أدت إلى هذه الزيادة في نسبة أعداد الأميين في محافظة واسط بمناطقها الريفية والحضرية مقارنة بالمحافظات الأخرى. ومن ثم يقدم الكتاب مجموعة من الاستنتاجات والمقترحات والتوصيات -المبنية على أسس واقعية وعلمية- التي من شأنها الحد من الأمية في عموم العراق وخاصة محافظة واسط.