الأحوال الاجتماعية لاهل الذمة في منظور المستشرق الألماني آدم متز

يتناول هذا الكتاب أحوال أهل الذمة (من غير المسلمين) في ظل الحكم الإسلامي من منظور واحد من أبرز المستشرقين الألمان وهو آدم متز. فقد امتدت حدود الدولة الإسلامية لتظم مناطق واسعة على جناحيها الشرقي والغربي، حتى تعددت الأجناس واختلطت تحت لواءها، ولم تكن تلك الأجناس جميعها قد اعتنقت الدين الإسلامي، بل أقرت الشريعة الإسلامية لمن كان على الديانات التوحيدية السابقة للإسلام ويريد البقاء على معتقده فله ذلك، ولكن ضمن شروط وضوابط شرعها الدين الإسلامي، ومنها الالتزام بدفع ضريبة الجزية عن كل رجل حالم قادر على حمل السلاح. وتأتي أهمية موضوع الكتاب من خلال دراسته الأحوال الاجتماعية لأهل الذمة الذين مارسوا نشاطهم الاجتماعي وغيره في كنف الدولة الإسلامية من وجهة نظر المستشرق الألماني آدم متز الذي يعتنق الديانة المسيحية، وكان قد تناول أهل الذمة في أماكن عدّة من صفحات كتابه: (نهضة الإسلام)، وكان تركيزنا في دراسة الكتاب المشار إليه على أهم موارده التي استقى منها معلوماته، والتي كانت على الأعم الأغلب مصادر إسلامية متنوعة، كما انه لم يغفل المصادر والمراجع الأجنبية التي أشارت لأهل الذمة، وكان لأحكامه التي أطلقها وتحليلاته الكثيرة التي عكست وجهة نظره بهذا الصدد أهمية أخرى للكتاب.