مسارات المعطلين حاملي الشهادات العليا بعد توظيفهم

شهد المغرب لما يقارب العقدين، ظاهرة التوظيف المباشر للمعطلين حاملي الشهادات العليا، عبر حركات احتجاجية مطولة، طبقا لقرارات وزيرية اتخذتها الدولة المغربية، فاقت عمر جيلين من النضال. وقد كانت هذه الأفواج، عبر الجيل الثاني، كفيلة بأن تخلف ثلة من التصريحات، حول آثار هذه التعيينات على تأجيج الاحتجاجات داخل الإدارة. لفهم هذه الظاهرة المتمثلة في الآثار البيوغرافية للنضال لدى المستفيدين من التوظيف المباشر، قمنا بتتبع عدة نماذج من حركات ما بعد التوظيف. وقد أمكننا تأكيد هذه الآثار والتي تتجلى في الاستمرار على دورة الاحتجاج، وفي فتح دورات احتجاجية أخرى بعد التوظيف، إلى جانب استدامة دائرة الالتزام الفردي. ولتدعيم ذلك، قمنا ببناء مؤشر يبين بأن حركات ما بعد التوظيف تعود بالأساس لحركة المعطلين حاملي الشهادات العليا، وهو مؤشر الهوية النضالية. وبينما تفسر نضالات ما بعد التوظيف، بالإطار التأويلي الرئيسي لحركة الشباب العاطل، إلى جانب محفز الاختلالات البنيوية للإدارة المغربية، التي تتيح المجال للسياسة الفئوية وتعطي إطارا تأويليا واسعا يتمثل في الإحساس بالحيف، فإن ما يحدد تراجع دورة هذه النضالات، وانتهاء أخرى، إلى جانب االانقطاع الفردي عن النضال هو السياق المغربي المتمثل في آفاق وحدود النضال الاجتماعي. وهو سياق يتحكم مسبقا في .دورات الاحتجاج، عبر استراتيجية تجزيئ النضال وتحييده