من الممكن أن نضرب عشرات الأمثلة - قديما وحديثًا- تشير كلّها إلى أنّ هناك توجهاً في التراث الأدبي العربي يبدو معاديًا للسرد، الذي لا يتكئ على وقائع حقيقية وخير مثال القراءة الرافضة لمنامات الوهراني، لكونها تندرج ضمن السّرد السّاخر. ولقد أشار الصفدي في كتابه "الوافي بالوفايات" إلى عدم قراءة هذا النوع من القصص، وقال بأنّ هذا الأدب هو أدب المجون والخلاعة. فهل ترانا سندرس هذا الجنس الأدبي كما كان يفهمه القدامى أم إننا سنستخلص منه قسماً معيناً يدخل في إطار مفهومنا الجديد للمناهج النقدية المعاصرة؟ ذلك أن فهم الظاهرة الأدبية لا يكون دون إدراجها في سياقها التاريخي لمعرفة الظروف الحافّة بها، والتي توجه الباحث في أكثر الأحيان إلى مواقع الأهمية فيها. وكان السؤال الملح: كيف كان الوهراني يكتب في ظل افتنانه بنفسه القادرة على ممارسة السّخرية بشتى أشكالها في منامه الكبير؟ هل كان هناك تأثير للسياق المعرفي المضطرب على أشكال الكتابة التقليدية التي وجدت خلال هذا السياق أم هو نزوع ذاتي دفعه إلى هذا النمط من الأدب، الذي قام على أشكال تعبيرية أخرى تحكمت في نشأة نمط جديد من السّرد هو المنامات التي تفرد بها ومنح من خلالها للخطابات مسحة من الأهمية وسمت أدبه بصورة إبداعية ساخرة، فإلى أيّ مدى تحكمت هذه الصورة في عملية تلقي منامات الوهراني وكيف كانت مآلات هذا الصنف من الكتابة وهل هناك إمكانية لتقديم توصيف لها؟

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-35368-7

ISBN-10:

6202353686

EAN:

9786202353687

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

سليم سعدلي

عدد الصفحات:

420

النشر في:

11.09.2018

الصنف:

Language and literature science