نظريات التحوّل الديني وخصوصية اعتناق الاسلام

إنّ الحديث عن موضوع اعتناق الاسلام في بلاد الغرب عموما، لينبئ عن استشراء الظاهرة بشكل ملفت للانتباه في شتّى أرجاء العالم. يبدو من خلال مقاربات ونظريات الكثير من المفكّرين والباحثين الغربيين، تحاشي بعضهم البحث عن الأسباب والدوافع العميقة التي ترغّب غير المسلمين في اعتناقه، باستثناء القليل منهم من تناوله بأكثر حيادية وموضوعية بعيدا عن التأثر بمختلف مرجعياتهم الأيديولوجية. وبالرغم مما كتب وألّف حول موضوع اعتناق الاسلام، فإنّ دراسة الظاهرة ما زالت في بدايتها ولم تتطرّق بعد الى استكشاف كل جوانبها وزواياها. انّ كثير من الغربيين ممن تناول دراسة الظاهرة، لم يكن على دراية كافية بالدين الاسلامي، اذ كان معظمهم ذوي مرجعية علمانية والحادية. ولقد كان الأجدر بهم التعمّق في فهم طبيعة وفلسفة الاسلام من الداخل، ثمّ وضعية المسلم من الخارج، وهو القصور الذي جعل كثيراً من استنتاجاتهم تتأرجح بين التوافق حينا والتضارب احيانا أخرى. على نقيض هذا الطرف، وجدنا قلّة، لاسيما المعتنقين منهم، ممن رصد الظاهرة بمنهجية عقلانية جمعت بين طرفين، الإسلام ثابتا، والمسلم متغيّرا، فكانت تعبيرا صادقا لحقيقة ظاهرة اعتناق الإسلام في بلاد الغرب. ان قلّة الدارسين للظاهرة من العرب والمسلمين، كان وراء تقليص هامش مصداقية الموضوع، باعتبار ظاهرة اعتناق الغربيين للإسلام مسألة مشتركة يتقاسمها الاثنان، المسلمون والغربيون.