أدوار النخب المثقفة في مستقبل الوحدة العربية

إن التقارب العربي - العربي لطالما شكل نقاشات واسع بين النخب العربية المثقفة، إلا أن السياسة والاقتصاد وسيطرة الثيوقراطية على أغلب المجتمعات العربية حال دون التوصل إلى صيغة توافقية للاتجاه نحو بناء وحدة عربية كاملة، فعلى مر السنين أخذت نخب عديدة دورها في طرح أفكار حول مشروع الوحدة العربية، و لعل بدايتها و أبرزها النخب التي نادت بالقومية العربية منذ العهد العثماني و حتى ظهور حركات التحرر في العالم العربي التي نادت بالاستقلال و الحرية و الوحدة العربية، من خلال قيام ثورات في اغلب أقطار العالم العربي و ما شهدته من تلاحم و تكاتف للجهود حتى نيل الاستقلال. لقد حان دور النخب المثقفة في طرح أفكارها حول رص الصف العربي باعتبارها تمثل صفوة المجتمع وعقله و لسان حاله، هذه النخب التي شهدت اضطهادا في العالم العربي على مر الأزمنة لما اضطلعت به من أدوار رئيسية في تثقيف و توعية و تنوير المجتمعات العربية عبر النهضة الثقافية و العلمية التي دأبت على تذكير العرب بماضيهم الواحد و إدراك التخلف الواقع و السعي لتجاوز ذلك من خلال الانفتاح على جميع الثقافات و السعي لإقامة وحدة عربية شاملة؛ لكن صراع المثقف مع السياسي عرقل بناء صرح الوحدة العربية بل إن مكانة المثقف في المجتمع تناقصت و تأثرت بسيطرة الثيوقراطيين من رجال الدين و كذلك السياسيين و الاقتصاديين أصحاب المصالح.