اتجاهات البحث التربوي في الرسائل الجامعية

يحظى البحث التربوي باهتمام متزايد في كثير من البلاد النامية والمتقدمة على حد سواء، وتفرض هذه الأهمية أن يقوم البحث التربوي على أسس متينة تنبع من حاجات المجتمع وتلائم أحواله وخصائصه. وهناك عدة أمور تبرز هذه الأهمية ويأتي في مقدمتها ضرورة الاستعانة بالأساليب العلمية في معالجة المشكلات التربوية واتخاذ القرارات المناسبة في ضوئها. إن الهدف الأسمى للبحث التربوي هو الكشف عن المعرفة الجديدة، ومن خلال ذلك يقدم لنا الحلول والإجابات والبدائل التي تساعدنا في تعميق فهمنا للإبعاد المختلفة للعملية التربوية وما يكتنفها من مشكلات وما نجهله من مجالاتها. ولابد من الاهتمام بالبحث التربوي كوجه من أوجه البحث العلمي وكاستجابة لمتطلبات التنمية البشرية، فالتنمية البشرية مسار يربط بين الواقع التربوي بمشكلاته وبين التطلعات، وهذا المسار يفرض على الباحثين دراسة الواقع التربوي دراسة تقويمية والانطلاق منه بخطوات تصحيحية. لذلك يبدو من المفيد أن يسير البحث التربوي في الجامعات – التي أصبحت سمعتها تقاس بمدى تطورها في مجال الدراسة – وفق خطة دقيقة لا لتأطيره وتحجيمه بل لتنظيم توجهاته وضبط اتجاهاته حتى تتحقق أقصى فائدة مرجوة منه. وتعتبر الرسائل الجامعية إحدى المؤشرات الرئيسية للحكم على واقع البحث العلمي في أي بلد، وهي المصدر الرئيسي للإسهام في التنمية البشرية.