تذوق الصوفية معاني الأبيات والإشارات من خلال كتاب المحاضرات لليوسي

كان اهتمامي بالدرجة الأولى للتذوق الصوفي للشعر ، هذا الموضوع الذي خصص له اليوسي فصلا من كتابه المحاضرات ، يعد من بين أطول الفصول، فارتأيت أن أستجمع جهدي لأتطرق لهذا الموضوع الذي جمع بين دفتيه الشعر والتصوف ، والذوق الحاكم الفاصل ما بينهما.هو موضوع ليس بالسهل الهين، ولكنها مغامرة أرجو من المولى القدير أن يوفقني في تجاوز شباكها ويدلل لي صعابها. كان الاستهلال تعريفا بالعلامة أبي علي الحسن اليوسي ، ومحاولة إلقاء الضوء على جوانب من حياته العلمية والأدبية ، والتعريف بآثاره القيمة التي أثرت المكتبة المغربية والعربية ، حيث افتقرت في وقت من الأوقات لما سمي فيما بعد بالأدب المغربي. ثم حملت سراجي المدجج بنور الباحثين ليضيء لي بعض زوايا كتاب المحاضرات ، حتى أقدمه مشرقا مادة ومعنى. لأنتقل للفصل قيد الدراسة وهو " تذوق الصوفية معاني الأبيات والإشارات وتأويلها حسب المقامات "، فعرفت الذوق من الناحية اللغوية ، ثم من الوجهة الصوفية، مدعمة دراستي بأقوال الشيخ الأكبر فيما يخص الذوق والتجلي، وما قاله بعض أقطاب الصوفية شعرا ، فيما يخص التذوق. فعرفت بالتجلي عند الصوفية والإلهام عند الشعراء ، لأحيط بنقاط الاتفاق والاختلاف بينهما.وأخيرا طرقت باب هذا الفصل العميق من كتاب المحاضرات ، لأرصد كيف تطرق اليوسي لتذوق الصوفية للشعر وتأويلها، وكيف لبسها العارفون لتوافق أحوالهم ، والشواهد الشعرية التي اعتمدها...