التوزيع الصحفي في الجزائر

إنّ ظهور الصحافة الخاصة في الجزائر المستقلة لحدث هام بعد احتكار الدولة لهذا القطاع لأكثر من ربع قرن، وطيلة هذه الفترة كانت الصحف تابعة للقطاع العام، بل أكثر من ذلك الإعلام كلّه في يدّ السلطة الحاكمة، غير أن هذه الصحافة الخاصة ومنذ نشأتها وجدت أمامها عراقيل وحواجز أعاقت تطورها، وعانت ولازالت تعاني من عدة مشاكل كتعامل السلطة مع المؤسسات الصحفية الخاصة، ورجال الإعلام من فرض الرقابة المباشرة وغير المباشرة، والتضييق على الصحفيين ومنعهم من الوصول إلى مصادر المعلومة، أضف إلى ذلك الضائقة المالية التي عرفتها بعض العناوين إن لم نقل كل العناوين، هذه العراقيل سياسة بحتة، ولكن هناك عراقيل أخرى وإنْ كان مصدرها سياسي فهي تقنية بالدرجة الأولى كالمطابع والورق والإشهار وأخيراً التوزيع الذي يعد أهم عائق أمام تطور الصحافة المكتوبة، لأنه الطريق الذي تصل به الصحيفة إلى القارئ، ولأنّ نجاح أية مؤسسة صحفية متعلق بعملية التوزيع، فهو القناة الرابطة بين مكان الطبع والقارئ في أية نقطة من القطر، فبواسطة التوزيع تصل الجريدة إلى قرائها لصناعة رأي عام سواء كان جهويًا أو وطنيا أو إقليميا، حسب حيزها المكاني الذي اختارته لنفسها.