إنّ من المعلوم أنّ العلوم المختلفة تُعنى بوصف النّصوص،بيد أنّ الاختلاف بينها يكمن في وجهة نظر كل علم لهذا النص، وفي منهجه وإجراءاته، وفي نتائجه التي سيتوصل إليها. وإذا أخذنا من تلك العلوم العلوم العربية، وخاصة علمي النحو والبلاغة، ألفينا أن هذين الأخيرين اهتمّا بالأبنية النصية المتباينة، وبوظائف النصوص وتأثيراتها، فقصروا اهتمامهم على أبنية خاصة، ذات مستوى عال من الفصاحة والبلاغة، وقوة التأثير والإقناع، غايتهم في ذلك التقنين والتقعيد لحفظ اللسان أداء وكتابة. لكنهم في ذلك كله كانت نظرتهم للنص ما هو إلا جملة أو متتاليات من الجمل، وما الجملة إلا مكون أساس للنص، فالاهتمام بالجملة ودراسة العلاقات التي تكون ما بين أجزاء الجملة الواحدة كان سائدا ردحا من الزمن قبل أن ينشر "زيليغ هاريس" سنة (1952م) بحثا لغويا اكتسب أهمية منهجية في تاريخ اللسانيات الحديثة يحمل عنوان:"Discours Annalysis"، هذا البحث أرهص لظهور علم جديد يدرس النص ككيان موحّد،ألا وهو نحو النص. إن نحو النص أو لسانيات النص أو علم لغة النص -كما يسميه بعض الباحثين- يقوم على اعتبار أن النص/الخطاب أكبر وحدة قابلة للوصف النحوي أو التحليل اللساني، وعلى الدرس اللساني الحديث -حسب هاريس- أن يوسّع حدود الوصف اللساني إلى ما هو خارج الجملة؛ أي إلى النص/الخطاب، وأن يجمع ويربط بين اللغة والموقف الاجتماعي، للوصول إلى الفهم الصحيح لما يصفه ويحلله.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-35883-5

ISBN-10:

6202358831

EAN:

9786202358835

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

الطيب العزالي قواوة

عدد الصفحات:

64

النشر في:

26.12.2018

الصنف:

General and comparative linguistics