السياسة الخارجية في ظل ترامب: مقاربات نظرية

منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي وحتى يومنا هذا، قامت الولايات المتحدة بطرح كثير من المبادرات السياسية التي سعت من خلالها إلى محاولة لحل القضية الفلسطينية وفقاً للمنظور الإسرائيلي والذي لا يعترف بحق الفلسطينيين بتقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ضمن الشروط المتعارف عليها بالقانون الدولي، وقد مثل حل إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل الحل المرجعي الذي اعتمده المجتمع الدولي، ولكن، وبعد مجئ إدارة ترامب، وفي ضوء محاولاتها طرح حلولاً تتجاوز مشروع حل الدولتين الذي اخذ طابعاً دولياً، وتأتي أهمية هذا البحث من أهمية دور الولايات المتحدة في عملية السلام وبوصفها الراعي الوحيد للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وهي صاحبة فكرة مشروع حل الدولتين، وتراجعها عن الفكرة ومحاولاتها طرح حلول ذات طبيعة إنسانية مجتزئة. إن المسألة الأساس لا تتعلق بفوز "ترامب"، بالرغم من كل الجدل والشك الذي أحيط بشخصيته وبتصريحاته، ولكن في صعود تيار سياسي يحمل بذور تيار شعبوي يميني انعزالي، وبالتالي، يتبع ذلك بالضرورة جملة من التحولات في السياسات والمواقف الأمريكية آتية لا محالة. ومن ثم، بات من الضروري قراءة المعطيات المختلفة بصورة استشرافية، وضمن فهم تفسيري عميق لهذه المعطيات حتي نتمكن من رسم ملامح رؤية "ترامب" وإدارته لمستقبل القضية الفلسطينية.