السيادة القومية والعولمة أي علاقة وأي تفاعلات

تحتل الدولة القومية مكانة سامقة في مجتمع الدول؛ ولا شك بأن تلك المكانة أصبحت محل تساؤل كبير في زمن العولمة؛ إذ أن تنامي وتعدد الفاعلين الدوليين، جعل الكثير من الباحثين والدارسين في حقل القانون الدولي، والعلاقات الدولية، تختلف رؤاهم وأطارحهم في تقدير وتكييف الآثار المزعومة، والتي يمكن أن تقع على حاضر ومستقبل الدولة القومية وسيادتها في عصر العولمة. فمنهم من يقول بأطروحة نهاية الدولة القومية، والبعض الآخر يقول ببقاء الدولة القومية. وفي هذا المضمار تتنزل أهمية هذه الدراسة التي تحاول بحث ودراسة طبيعة العلاقة التي تربط بين السيادة القومية والعولمة، وكذا التفاعلات المختلفة التي يمكن أن تتم بين الفاعلين الدوليين، وعلى وجه الخصوص دور الشركات المتعددة الجنسية في العلاقات الدولية وغيرها من الفاعلين الدوليين. ولا شك أنه، لا يمكن الجزم ولا حتى التنبؤ بحقيقة المسار والتوجه، الذي يمكن أن يطبع النظام الدولي الجديد؛ إلا بالاستناد إلى مجموع النظريات العلمية القديمة، والحديثة التي طرقت المجال؛ ولذا لا بد من البحث عن أجوبة كافية للرد على كل التساؤلات العلمية عن حاضر، ومستقبل الدولة القومية، وسيادتها في ظل العولمة، وهذا ما حاول البحث الإجابة عنه.