تأملات في السرد العربي

الكتابة هم ورسالة...والإنسان حينما يختار الكتابة فهو يختار الخوض في الحرب التي اختارها عن قناعة ورضى، بل وعن حب على حد تعبير القاص والروائي المغربي ادريس الجرماطي.فحينما نقوم بدورنا كقراء لهذه الكتابات فإننا نقف على الخبايا التي تضمها الكلمات والحروف، نفتش –كما نزعم- عن العفريت الذي يمثل الكاتب، لكننا في نهاية المطاف، نفتش عن ذواتنا وصورنا التي نجدها منعكسة على مرايا السرد الذي نغوص في أعماقه والكتاب بين أحضاننا، قد تكون القراءة متعة، هواية، مهمة، بحث... لكنها في نهاية المطاف حياة نعيش تفاصيلها المتشابكة بفطرتنا البسيطة، وبين البساطة والتعقد تتشكل شخصية الفرد الجديدة، يكون الفرد حينها أول من يكتشف كنهها قبل الغير... إن لم نقل أن الغير لا يشكل أمرا هاما في هذه المعادلة الفردية.لذا أتت هذه القراءات المختارات في السرد العربي (روايات ومجموعات قصصية)، وقد يكتشف القارئ العزيز أن هذه العناوين قد لا يكون الضوء مسلط عليها على غرار العناوين البارزة للكتاب المشهورين، وهذا لم يأتي هذا اعتباطا، لكن دفعا من أجل اكتشاف هذه الإبداعات الرائعة التي لم تنل حقها على المستوى الإعلامي وعلى مستوى النشر، ففيها الكثير مما يستحق أن يقرأ ويفهم، ولعلنا سنجد شيئا لم يستطع كاتب بارز أن يصل إليه في عناوينه المحظوظة