الحقيقة التي لا يختلف فيها علماء الدِّين، والنفس والأحياء، وحتى علماء الاجتماع والسياسة، هي أنَّ ميدان علم النَّفس هو أشد الميادين تعقيداً ، إذا ما قيس بميدان علوم الطبيعة، ذلك لأنَّ عالم الأنفس أشد خفاءً وأكثر تعقيداً، ولا أحد يستطيع أن يقدم إجابة شافية كافية حول النَّفس، مثل خالقها وبارئها، ولذلك كل الدراسات التي تناولت النَّفس، وما يتعلق بها من علم اجتماع، وعلم نفس، وغيرهما بعيداً عن الوحي، تعتبر دراسات مبتورة وناقصة ومتضاربة ومتناقضة ومحيرة.وفي التراث الإسلامي ثروة هائلة من المعلومات والتحليلات، عن النَّفس وحقيقتها وسلوكها وما يتعلق بها ، بل ويعتبر علماء المسلمين الأوائل،أنَّ معرفة كل من النَّفس والروح والقلب والعقل وعلاجها، هو أساس التدين، وأنَّ التغيير الحقيقي لكل أوجه الحياة السياسية، والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، إنَّما يبدأ بثورة في النفوس؛ وهذا ما فعله الأنبياء، عندما كانت بدايتهم، تصحيح التصورات وتقوية الإرادات ، ودعوة النَّاس لجعل كل الحياة لله تعالى، وتطهيرها من الشِّرك بكل مظاهره وأشكاله، وأنَّهم لم يأتوا لتعليم النَّاس أصول الصناعة أو التجارة أو الزراعة.و إنَّ النظام الاجتماعي الرأسمالي الذي يسود عالم اليوم في كل مجالات الحياة، يؤمن إيماناً قاطعاً بأنَّ سعادة النَّفس إنَّما تكمن في مقدار ما تتحصل عليه من اللذة، ويسعى جاهداً لفرض هذه الإيديولوجية على كل العالم.

Détails du livre:

ISBN-13:

978-620-4-71996-2

ISBN-10:

6204719963

EAN:

9786204719962

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

صلاح الدين عوض محمد إدريس

Nombre de pages:

108

Publié le:

05.01.2022

Catégorie:

Sciences humaines générale