المجتمع الدولي والقضية الفلسطينية الثوابت المبدئية والمتغيرات المصلحية

إِنَّ الحالة المُزرية التي وصلت إِليها القضية الفلسطينية سببها الارتهان لخيار المفاوضات، وإِهمال الخيارات الأَخرى، فقد فشلت المفاوضات في التوصل لأَي نتيجة مُرضية بسبب ضعف الحالة الفلسطينية مِن جهةٍ، وتعنُت الموقف (الإِسرائيلي) ومراوغتهُ مِن جهةٍ ثانية، خاصةً وأَنَّ الكِفاح المُسلح بات خياراً صعباً، وخيار الانتِفاضة الشعبية الشامِلة في هذا التوقيت، أَي في ظل الموقف الإقليمي والدولي المُعقد والصعب وبسبب الانقِسام، سيكون خياراً خاطئاً، والمقاومة الشعبية بهذه الطريقة لن تكون كافية، فقد ظلت محصورة في مناطق مُعينة (القرى الحدودية)، ولم تُحقق سوى إِنجازات رمزية وإِعلامية، مثل إِجبار (الإِسرائيليين) على تقليص الأَراضي المُصادرة، أَو تعديل مسار الجِدار أِو منعهُ في مناطق مُعينة، أَو على صعيد زيادة الوعي الدولي لواقع الاحتلال.