شَهد العقدُ الأخير من القرن العشرين التأثير المتنامي للعامل الثقافي والدّيني في صياغة نمط العلاقات الدولية، وقد انعكس ذلك بشكل واضح على معظم مجالات الحياة، خاصة مع بروز رؤى استراتيجية فكرية غربية تَحكمُ العلاقات الدولية وتُوجهها، وتعيد أغلبُها الاعتبار إلى دور الثقافة والدين في هذا المجال؛ ويأتي كتاب صموئيل هانتنجتون "صدام الحضارات، وكتاب فوكوياما "نهاية التاريخ" في طليعة الكتب التي رسّخت أطروحات؛ نهاية التاريخ، صدام الحضارات، والعولمة في السياسة الأمريكية. ويمكننا استخدام المقاربة الدّينية في تفسير الكثير من السياسات الدّولية، وتَجلى ذلك للعيان مع تحالف اليمين المسيحي المتصهين والمحافظين الجدد، وما نتج عنه من علاقات وطيدة وشراكات استراتيجية في رسم السياسة الأمريكية، وبروز خلفيتهم الدينية المعلنة، وما أثارته من جدل داخل أميركا ذاتها٬ وتزامن ذلك مع بروز الحركات الجهادية المسلحة؛ كمحرك استراتيجي في السّاحة الدّولية في العالم العربي والإسلامي. إنّ النّص الدّيني سابق ومؤسس للأطروحة السياسية، وإنّ الدين لم يكن في يوم من الأيام بمعزل عن سياسات أتباعه، يقول القس أكرم لمعي في مقدمة كتابه (الاختراق الصهيوني للمسيحية): "على الرغم من الدّور الهام الذي لعبه الدّين في الحضارات القديمة وعبر تاريخ الإنسان، إلا أنّ الدّين اليوم لا يلعب دورًا معينًا بقدر ما يدخل كشريك أساسي في كل الأدوار والنظريات

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-79987-5

ISBN-10:

3330799870

EAN:

9783330799875

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

يوسف الصديقي

عدد الصفحات:

100

النشر في:

22.10.2016

الصنف:

Political theory and the history of ideas