نهضة الشرق

يبدو فهم الحالة الثقافية للمجتمعات العربية، حاسماً في فهم أزمة ثورات الربيع العربي بعد نجاحها في الإطاحة بأنظمة الاستبداد. فقد غادرت تلك المجتمعات أبويتها القديمة، ولم تنجح في الوصول إلى ثقافة مدنيّة كاملة تقوم على حرية اختيار الفرد، في وقت اتخذت أشكال التنظيم عندها، صيغاً حديثة، كأجهزة الدولة والسياسة والاقتصاد. هكذا، لم تكن عملية الانتقال الثقافي قادرة على خلق الوعي اللازم لانخراط الناس في صيغ مجتمعية حديثة، تؤهلها لاستكمال مرامي تلك الثورات.