قبسات من شخصية العلامة الجزائري الإمام محمد البشير الإبراهيمي

وإذا كانت العنايةُ الإلهية تُخرجُ للنّاس على فترات من الزّمن، قدواتٍ يضطلعون بحمل الرِّسالة وتبليغ الأمانة، وإقامة الحجّة وتجديد فهم الدِّين، وسَوْق النّاس إلى سلوك دروب الهداية "كالأفغاني" و"محمّد عبده"، و"رشيد رضا"، و"ابن باديس"، و"الإبراهيمي" و"الكواكبي" و"حسن البنا" و"المودودي" و"طاهر الجزائري" و"الثّعالبي"... فإنّ هذا لا يُعفي الأجيال من أن تنكبّ على دراسة تراجمهم وتراثهم وجهادهم، لاستخلاص العوامل التي كانت ستارا لقدرة الله تعالى في ابتعاثهم وتكوينهم، ليكونوا علامات على طريق الهداية. ولماّ كان الإبراهيمي من هذه الطائفة، رأيتُ من واجبي أن أجتهد في بيان تلك العوامل لإحلال شخصياتِنا الوطنيّةَ المكان الذي تستحق في الذّاكرة الجماعيّة لشعبنا، في زمن انقلبت فيه المفاهيم واستنسر فيه البُغاث، وتصدّر فيه الرُّوَيْبِضةُ وغاب أو غُيِّب دور المؤسّسات الرّسمية.