مثلت تنصيباتي الفيديوغرافية بمثابة جسور العبور والمراوحة بين عالمين مختلفين: عالم حميمي مخفي وعالم فيديوغرافي مكشوف بدلا عنه عبر الرقمنة. عوالم ما انفكّت تتراوح فيما بينها لتكشف لنا عن "السيميلاكر" الذي أصبحنا من خلاله أمام أشباه الأشياء المسجلة وليس أمام الأشياء المسجلة بحدّ ذاتها، الأشياء المسجلة التي ما انفكت تختفي غبر الرقمنة لتكشف لنا عن حقيقتها وجوهرها المتمثل في مادتها الفيديوغرافية الدّاخلة هي الأخرى في عملية قراءة العمل الفيديوغرافي. فمن الصعب لنا تفسير ذلك من دون العودة إلى ما جاء به الكاتب الكندي "مارشال ماك ليهان" في اعتباره أنّ "المادّة نفسها هي الرسالة"، بحيث أحدثت نظريته هذه إنقلابا ضدّ كل ما ساد في الممارسة الفنية المعاصرة التي تعتبر أنّ المادّة التشكيلية مجرّد "وسيلة" في التعبير عن الموضوع المستقل عنها. لتصبح الصورة الفيديوغرافية بعد ذلك مادة تشكيلية يعتمدها الفنانون كـ"وسيطٍ" لا تعود عملية قراءته إلا للرسالة المستمدة من خاصياته. وما نظرية "مارشال ماك ليهان"، إلاّ توجه إستيتيقي وامتداد عقلي جديد في القراءة والإدراك البصري للصورة الفيديوغرافية التي أصبحت هي نفسها الرسالة والمنتهى والغاية والبديل عن كل حقيقة.

Détails du livre:

ISBN-13:

978-620-0-06296-3

ISBN-10:

620006296X

EAN:

9786200062963

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

صابرة بن فرج

Nombre de pages:

80

Publié le:

21.05.2019

Catégorie:

Art