لم يشهد العالم العربي - ما بعد الاستقلال في بداية القرن العشرين - حراكاً شعبياً واسعاً لدرجة يجوز فيها توصيفه بالثورة الشعبية إلا ما جرى في دول الثورات العربية في عام 2011. فبعد شهر من خروج الجماهير التونسية للشارع في مواجهة النظام هرب الرئيس زين العابدين بن علي من البلاد وسقطت الحكومة وبدأت تونس عهداً جديداً من الإصلاحات، وفي مصر التي شهدت إرهاصات الثورة والتمرد على النظام القائم منذ سنوات وتزايدت بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي اعتبرتها المعارضة نهاية المراهنة على التغيير من خلال النظام القائم خرجت الجماهير المصرية في كافة محافظات الجمهورية بمظاهرات تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك وهو ما جرى يوم الحادي عشر من فبراير حيث تنحى الرئيس واستلم الجيش مسؤولية إدارة البلاد، في ظل واقع أنتجته العديد من العوامل المشتركة . لكن حال مجتمعات الثورات العربية اليوم يشبه حال العراق بعد الغزو الأمريكي، من حيث سقوط نظام قائم وحصول حالة فراغ مباغتة في مجتمعات عاشت في ظلّ نظام سلطوي، لكن النتيجة على المستوى العراقي كانت مخيبة بعد الانقسام الطائفي والانفلات الأمني والتدخلات الخارجية، ولا يعني ذلك أن مجتمعات الثورات العربية ستعيد حتماً النموذج العراق الخائب، لكن ذلك يثير التخوف من تكرار نفس النموذج.

Détails du livre:

ISBN-13:

978-620-0-06385-4

ISBN-10:

6200063850

EAN:

9786200063854

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

د.علي مولود فاضل

Nombre de pages:

160

Publié le:

23.05.2019

Catégorie:

Médias, Communication