إن تاريخ السينما والسينما كتاريخ مازالا مجهولين. وبالتالي، فلا يُعقل أن نتحدث عن علاقة واضحة بيننا وبين الجسد السينمائي العالمي، ونقتنع بفاعليته في التعبير والتغيير في ظل جهلنا بهذه الثقافة السينمائية، وإمكاناتها التي تتجاوز مسألة الحصر في إحدى مظاهر اللهو والترفيه. ما يؤكد ضرورة أن يتعرف مخرج ومنتج ومستقبل السينما العربية على وجه العموم على تاريخ هذه السينما؛ شأنه في ذلك شأن الأديب والشاعر والفيلسوف؛ إذ لا يعقل أن يكتب أديب أو شاعر بدون ارتباط بتاريخ الأدب وبتاريخ الشعر. فكيف يعقل لمخرج أن يخرج فلما بدون مسايرة وقراءة متفاعلة مع تاريخ الصورة والصوت؟ وكيف لمثقف أو أكاديمي أو مستقبل يجهل وجود السينما الصامتة وبداياتها، ويجهل أسماء مخرجيها ونقادها الكبار من أن تستقيم رؤيته عن سينما منتجة لها رؤيتها التي تنطلق من عمق الذات الوطنية، صوب العالم الذي يتعزز بقيم لاختلاف؟ فالاتصال بالتاريخ، تاريخ السينما العالمية كما سيأتي معنا في هذا الكتاب، قوامه بناء معرفة تنطلق من فرش نظري له مُعطياته وركائزه المنهجية الكفيلة بإزالة غبش اللامعرفة التاريخية التي طبعت وتطبع طبيعة الممارسة السينماتوغرافية في بلداننا العربية والإسلامية، ويؤثر عليها تأثيرا كبيرا؛ فالممارسة السينمائية الجيدة والطموحة، لا بد لها أن تنطلق من النقطة التي وصل إليها ووقف عندها هذا التاريخ السينمائي الحافل بالتجارب العالمي.

Détails du livre:

ISBN-13:

978-620-2-35542-1

ISBN-10:

6202355425

EAN:

9786202355421

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

بوجمعة أكثيري

Nombre de pages:

136

Publié le:

21.12.2018

Catégorie:

Art