فقه الغناء والموسيقى عند الإمام الغزالي

هذا البحث يتحدث عن فقه الغناء والموسيقى عند حجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه الله وهذا البحث مهمٌ جداً من ناحيتين : الأولى : أن موضوع الموسيقى مما عمت به البلوى في هذا العصر فلا يكاد يسلم بيتٌ أو مكانٌ في هذه الأيام من الابتلاء بأصوات الغناء والموسيقى جميعاً ، فأجهزة التلفاز والمذياع والهواتف والحواسيب ، والأماكن العامة ، وغيرها لا يمكن الانفكاك عن سسماع الموسيقى منها ،كما أن الغناء والموسيقى أصبح اليوم علماً له أصوله وقوانينه ، ويعبر في كل بيئةٍ ومجتمعٍ عن جزءٍ من الهوية لأبناء ذلك المجتمع ، حتى تجد الشعوب تتفنن في إبراز ذلك الانتماء إلى البلد والمجتمع بمعزوفاتٍ وألحانٍ خاصةٍ وتستخدم الموسيقى أيضاً لأغراضٍ أخرى غير اللهو والترويح ، كاستعمال علماء الطب لها لعلاج بعض الأمراض العصبية ، وتخفيف المعاناة عند مواجهة العوارض الصحية . الناحية الثانية : أن العلماء تنازعوا قديماً وحديثاً في مسألة الغناء والموسيقى فمنهم من يحرمهما جميعاً ، ومنهم من يبيحهما على الإطلاق ، والذي يميز ما كتبه الإمام الغزالي رحمه الله في هذا البحث عن غيره من الأبحاث السابقة أنه نحى المنحى المقاصدي التعليلي في تخريج هذه المسألة فهو يعرض أدلة الفريقين ويناقشها نقاشاً مستفيضاً