إن دراسة فلسفة سيموندون بشقيها التفرد وفلسفة التقنية يساعدنا على فهم المشروع السيموندوني، ومن ثم فهم كيفية تمفصل هذين المجالين حيث يجسد التفرد البعد الأنطولوجي من فلسفته، وتجسد فلسفة التقنية مجالا متميزا للدراسة الفلسفية قائم بذاته ولا يمكن أن يكون تابعا لأي مجال آخر، فالجانب الأنطولوجي من فلسفته يتجسد في الأنطولوجيا التكوينية التي تهدف إلى تفسير التكوين ومن ثم ترمي لإدراك نمو الفرد وتطوره في مستوياته المختلفة الفيزيائية والحية والنفسية والاجتماعية والتقنية، وهذا ليس انطلاقا من مبدأ محدد مسبقا لأنه لا وجود لمثل هذا المبدأ، وهذا يعني أن الفرد تكوين من خلال التفرد مما يجعله حقيقة نسبية، فالوجود وحدة تحولية تغير الطور مما يجعل من الصيرورة بعدا للوجود، وتعبيرا عن الاستمرارية في صيرورة التفرد والذي يسمح بوصف تفرد الموجودات بطريقة مستمرة وتدريجية، تنعكس الأنطولوجيا التكوينية على فلسفته التقنية ومن ثم على كيفية تكوين الشيء التقني من حيث أنه عملية تفرد، حيث يقودنا البحث في هذه الأنطولوجيا التكوينية كإدراك لماهية التقنية إلى تحطيم وإزالة التقابلات الزائفة والمقامة الخطأ بين الطبيعة والثقافة وبين الطبيعة والتقنية وبين الثقافة والتقنية، إذ لا يمكن الفصل بين المشكلات الناتجة عن هذه المقابلات إلا من خلال حل الصراع القائم في مشكلة الثقافة التقنية بين النزعة التشاؤمية والتفاؤلية ونظرتهما للتقنية.

Détails du livre:

ISBN-13:

978-620-4-72152-1

ISBN-10:

6204721526

EAN:

9786204721521

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

عارف بن حديد

Nombre de pages:

312

Publié le:

23.05.2022

Catégorie:

Philosophie