تتركز الأطروحة الأساسية للكتاب في اعتبار أن العالم القديم الذي يمثله الغرب الأوروبي يشعر بالخوف والقلق وهو يرى نفسه متجاوزا من طرف عالم جديد للحداثة في طور الولادة ترمز له الصين الصاعدة، وهو الخوف الذي يجد له ترجمات كثيرة، منها مقاومة نزعة التمركز الأوروبي لأجل طرد هذا الخوف من خلال التغاضي عن العالم الجديد الذي تمثله القوة الصاعدة. وتتغذى تلك النزعة من الهواجس الهوياتية داخل أكثر الفضاءات هشاشة على مستوى إدماج واستيعاب الآخر بأوروبا، بقدر ما تنزع أكثر نحو الشوفينية والتقوقع في الإيديولوجيا اليمينية المتطرفة التي وجدت أخيرا في الصين مشجبا مثاليا تعلق عليه أسباب الأزمة المتفاقمة للنموذج الرأسمالي السائد في الغرب. بالمقابل ثم ضرورة لإدانة الانحراف السلطوي للنظام الصيني على غرار ما حصل مع "الاشتراكيات القائمة أو الفعلية" المنهارة بذريعة رفض الديمقراطية الشكلية، مع الحذر من الارتداد عن المكاسب المتحققة بتدخل وضغط قوى رجعية وامبريالية لا تتردد في معاقبة أي نموذج مغاير للتنمية والتقدم. إن الأمل يبقى قائما في أن ينجح هذا الفضاء المركب الذي تمثله الصين-عالم في إطلاق مسلسل بناء عالم أفضل ارتكازا على قيم وانتظارات جديدة تضع في الاعتبار ضرورة تجاوز كل عيوب ونواقص ومساوئ النظام الحالي.والعرب والأفارقة هم أكثر من سيستفيد من الإسهام بشكل أفضل في سيرورة هذا البناء وصيرورته...
Book Details: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-96609-3 |
ISBN-10: |
3330966092 |
EAN: |
9783330966093 |
Book language: |
عربي |
By (author) : |
عبد المجيد السخيري |
Number of pages: |
296 |
Published on: |
2017-05-29 |
Category: |
General Humanities |