المناظرات الأصولية

مما لاشك فيه أن المناظرات تهدف إلى إظهار الحق وبيان الصواب من الخطأ، وقد كان الأصوليون ممن ساهموا بشكل طيب في هذا المجال ولكن ليس في حجم مناظرات الفقهاء وكل ذلك لاعتبارات منها: أن الأصوليين ينقسموا إلى جمهور وأحناف وقليل ما حدث بين الفريقين في مجال الأصول من مناظرات اللهم إلا النذر اليسير ( على ما وقعت عليه يد الكاتب ) . وكذلك اندثار كثير من المناظرات الأصولية، وأصبحت أثرًا بعد عين لعدم تسجيل تلك المناظرات في كتب الأصوليين، فغاب الكثير وما وجدنا إلا القليل الذي رصدناه في هذا الكتاب تحت عنوان [ المناظرات الأصولية (دراسة أصولية مقاصدية) ]، ومن الأمثلة التي تنطق بغياب تلك الصفحة الأصولية من المكتبة الإسلامية ما دار ووقع بين قطبين عظيمين من أقطاب العلم الشرعي هما . الإمام أبو الوليد الباجي المالكي، وبين ابن حزم الظاهري ـ رضي الله عن الجميع ، وكانت هذه المناظرات تمتاز بالتعمق الأصولي والإسهاب في التحليل ونقد أدلة المناظر، وإظهار الصواب من الخطأ، ولكن للأسف الشديد هذه المناظرات مع كثرتها لم توثق علميًا، ولم تنقل إلينا. ،وأشكر الله العلي العظيم أن وفقني في رصد تلك الصفحات الغائبة من الفقه الإسلامي وأصوله فهذا الكتاب هو الغصن الثالث من شجرة المناظرات التي شرفني الله برصدها ، فقد سبقه الغصن الأول (فقه المناظرات في الشريعة الإسلامية . دراسة تأصيلية)، والغصن الثاني (المناظرات الفقهية).