انزل الله تعالى كتابه الكريم مشتملاً على ما يصلح أحوال البشر، ويضمن لهم لا يضلوا في الدنيا ولا يشقوا في الآخرة، يقول الله تعالى }فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى{. (طه: من الآية 123). وأمر الله تعالى رسوله الكريم ببيانه للناس، فقال سبحانه: }وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{. (سورة النحل: من الآية 44). فأحسن رسول الله(r) بيانه للناس، وأوضح معالمه، وانتظم من الكتاب والسنة أعظم مرجع لمن يبحث عن أسباب الهداية، ويلتمس طريق الاستقامة، وكان هذان المصدران المعين الذي تسابق العلماء إلى الارتشاف منه، والاغتراف من فيضه، وتعددت اتجاهاتهم في الأخذ منه، فكان من نتاجهم علوم مختلفة تسجل لهم الفخر، وتوجب لهم الشكر. وإذا كانت علوم الدين جديرة بالعناية والتعظيم، لأنها سبيل السعادة لصاحبها، فعلم أصول الأحكام من أهم ما يعتني به منها، لأنه علم يسدد الباحث عن أحكام الشريعة، ويعنيه على الوصول إلى فهم الدين القويم. ومن أهم مباحث الأصول هي مباحث الأمر والنهي، وأغلب آيات الأحكام أوامر ونواهي، أي ما يتعلق بفعل المأمورات وترك المحظورات بل جعلها بعض الأصوليين من أهم ما يبدؤون به، يقول الإمام السرخسي:"فأحق ما يبتدؤنه في بيان الأمر والنهي، لأن معظم الابتلاء بهما، وبمعرفتهما تتم معرفة الأحكام، ويتميز الحلال من الحرام "

Détails du livre:

ISBN-13:

978-3-330-80470-8

ISBN-10:

333080470X

EAN:

9783330804708

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

طه حماد مخلف الجنابي

Nombre de pages:

196

Publié le:

23.01.2017

Catégorie:

Manuscrits religieux, Prières, Recueil de cantiques, Méditations religieuses