بين النزعة العقلية والنزعة الدينية في القراءات الرشدية المعاصرة

ما من شك في أن الفيلسوف القرطبي كان يحتل في قلب وعقل المفكرين المعاصرين مكانة مرموقة، وحيزاً جليلاً يعترف له بكل تقدير وإعجاب، لقد أراد له البعض أن يكون فيلسوفاً دينياً صرفاً لم تسطع التيارات المادية والمغالية في عصره أن تتخاطفه، فظل متحصناً بدينه معيناً وملهماً، كما أن هذا الفريق قد احتفظ له بسمة أخرى لا تقل نضوجاً عن سابقتها، هذه الفكرة هو تميزه بمنهج عقلي فيه من الإبداع والبراعة ما فيه في حل المسائل، بحيث يقف المرء مشدوداً من دقة وصوله إلى تلك الحلول.وقد أراد له بعضًا آخر أن يكون فيلسوفًا عقلانيًا صرفًا منبت الصلة عن دينه وعقيدته ، ومن ثم وجبت المقارنة بين هذين الفريقين من خلال استحضار منهجية محمود قاسم في الفعل الفلسفي المعاصر